الأحد، 21 أبريل 2013

كويت الغد تختفي اليوم (نظرة أقتصادية)


في هذه المقال سأستعرض الجانب الاقتصادي للكويتلأن الاقتصاد هو أساس الدول وهو الترس المقابل لترس السياسة فلا يمكن للاقتصادبالدوران بدون دوران سياسي مكمل، ولكن للأسف نجحت الحكومة في جعل ترس السياسة يدورفي جهة وأهملت الاقتصاد عامدة متعمدة من خلال ما سأذكره في هذا المقال

يثير اشمئزازي من يقول "الله لا يغيرعلينا" و "أحنا بخير ونعمة" وإذا عارضت ما يقولونه شككوا في دينك ونواياك،من الناحية الدينية الأجدر أن تقتدوا بقول الله تعالى " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىيُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ "

أما جزئية "الله لا يغير علينا" فأنا اتوقع والله اعلم ان التغيير علينا سيكون للأسوأ "اقتصادياً" إذا لم نتحرك لأنالواضح أن الحكومة لن تتحرك ليس جهلا أنما لأسباب لا أعلمها

في سنة 2008 طلب الديوان الأميري من رئيسوزراء بريطانيا السابق توني بلير لتحليل الوضع الكويتي وإعطاء  الحلول للارتقاء بالوضع الاقتصادي و سمي المشروع"رؤية الكويت 2030"، التقرير مكون من 433 صفحة (يمكنك مخاطبتي على الإيميلإذا رغبت في نسخة منه) و قد استعان بلير في اشهر بيوت الاستشارات العالمية والوزارات و الهيئات الكويتية وكذلك الهيئات الدولية مثل البنك الدولي وغيرها للاستعانةببيانتها، التقرير حدد المشاكل الاقتصادية و الصحية و التعليمية و وضع حلول لهاليس هذا فقط بل وضع خطة عمل المشروع و جدول زمني لكل مرحلة، للأمانة التقرير ممتازو واضح أن بلير وضع جهد كبير فيه (بغض النظر عن تكلفة التقرير الخيالية)

التقرير يقول ان ميزانية الكويت ستشهد عجز فيسنة 2017 أي بعد أربع سنوات وأنا غير مستغرب ولا متفاجأ لأن اقتصادنا استهلاكي ويعتمدعلى مصدر دخل واحد (النفط) وقد هبط سعر برميل النفط الكويتي خلال الأيام الماضيةمن 108 الى 96 دولار بما أن انتاجنا للنفط باليوم هو 2.75 مليون برميل أي أن الدخلالقومي أنخفض بمعدل 42 مليون دولار يوميا !!!

كما أن أوباما وعد أنه خلال سنوات قليلة سوفتستغني أمريكا عن نفط الشرق الأوسط من خلال تطوير استخراج النفط الحجري خاصة فيولاية كاليفورنيا، قبل أن تستغني أمريكا عن نفطنا يجب أن نعني أنه بمجرد إعلانأمريكا ارتفاع مخزون نفطها الاحتياطي سوف تهوي أسعار النفط

ما قاله بلير ذكرته هيلاري كلينتون (وزيرةالخارجية الامريكية السابقة) بصيغة أخرى عندما قالت أن الكويت ستختفي في 2020 بناءعلى نظرتها الاقتصادية، كما ذكر مؤخرا البنك الدولي أن الكويت ستواجه عجز مالي في2017 يدعوها للاستعانة بصندوق الأجيال القادمة.

بعد النظر لهذه المؤشرات السلبية فإننا نجدأن الحكومة لا تحرك ساكنا! بل على العكس نراها تعمل نحو تسريع عجلة الانهيارالاقتصادي من خلال تغاضيها عن مدركات الفساد وخاصة تغاضيها عن الأسعار الفلكيةللمناقصات (ضع علامات تعجب كثيرة حول المناقصات وسرقة الديزل المكشوفة) وعدم تشجيعروافد دخل جديدة.

 استنتاجيالشخصي أن تقرير بلير بدلا أن ينظر له على أنه خطة إنقاذ اقتصاد وطن نظر له علىأنه جدول زمني لنهب مقدرات البلد قبل أن تصبح هناك ثورة جياع نعم جياع لا تستغربوامنها عندما تعجز الدولة عن دفع رواتبكم (أو جزء منها) هل سنبقى شباعا !!!

أنا أنصح أصدقائي بشراء بيت في الخارج (أورباأو أمريكا) ولو تكلف الأمر بيع منزلك والسكن في إيجار لأن البلد تمر في مرحلةتصفية يجب أن تأمن مستقبل أبنائك بعيدا من هنا (و "هنا" تعني الخليجكله)

قد يصفني البعض بالسلبية والمبالغة وأنا أقول"أن غدا لناظرة بقريب" والمؤشرات بدأت تظهر ولكم الخيار وأكبر الخاسرينجماعة "الله لا يغير علينا"

الأحد، 27 يناير 2013

الاعتراض السلمي أو العنيف


بحثت عن أيهما افضل: المعارضة السلمية او الغير سلمية في تحقيق اهداف المتظاهرين؟ فوجدت انه لا توجد إجابة محددة "علميا" لهذا التساؤل

فوضعت النظرية التالية:

تُستخدم المعارضة السلمية ضد الحكومات وفي الشئون الداخلية لأن المعترض من الشعب والمعتَرض عليه هي حكومة افرادها ورجال الأمن من الشعب ذاته، لذلك تكون السلمية هي الحل حتى لا يتفكك المجتمع، أما المعارضة الغير سلمية (أو العنيفة) تستخدم ضد قوى خارجية مثل محتل او مستعمر

ولكن
نظريتي فشلت في اول اختبار حيث أنه لو لم يحمل الأمريكان السلاح في وجه المستعمر الانجليزي لبقيت امريكا تحت تاج الملكة، ولكن سلمية غاندي نجحت في تحقيق استقلال الهند من بريطانيا!
ومن الجانب الآخر؛ لم تنجح الثورة الفرنسية الا بعد ان اصبحت ثورة مسلحة استمرت لثلاث سنين أما سلمية تونس ومصر اسقطت بن علي و حسني في أقل من سنة!!!

إذن لا يوجد قواعد ثابتة تخبرنا متى يكون الأعتراض السلمي أو العنيف هو الحل، لذلك الأمر هنا هو نسبي و ظرفي، بالإضافة إلى أن الظروف الحالية تختلف عن الماضي، فبينما كان الاعتراض العنيف في السابق يحقق النتائج فلماذا هو صعب الآن؟ و لماذا اصبح الاعتراض السلمي انجح الآن؟ و لم يكن كذلك في السابق؟!

الإجابة تكمن في سببين؛ الأول عسكري والثاني إقتصادي، العسكري: في القرن التاسع عشر وما قبله كان تسليح الجيوش لا يختلف عن تسليح الأفراد (خيل وبنادق و مدفعية بسيطة)، لذلك معادلة القوى متقاربة، أما من الناحية الاقتصادية ففي السابق الحكومات او بمعنى صحيح الملكيات هي من تملك مفاصل الاقتصاد، أما في عصرنا الحالي فالدول تعتمد على الافراد بشكل كبير في تحريك عجلة الاقتصاد. الاستنتاج هنا أنه لا يمكن لحراك أن ينجح إلا باستخدام الإقتصاد

وسائل الاعتراض السلمي هي:

·         التظاهر
·         المسيرات
·         الاعتصامات أمام البرلمان والمباني الحكومية
·         الإضراب عن الطعام
·         إغلاق الطرق
·         الإضراب عن العمل
·         العصيان المدني

نرى أن الثلاثة نقاط الاخيرة لم تفعّل في حراك الكويت (حتى الآن) لأسباب عدة، أهمها ضعف الالتزام وخوف البعض من نتائج فشلها، و أنا أرى انه حالما تم اتفاق المعارضة على اهداف واضحة ومعينة يجب تفعيل هذه الأساليب، لأن الأساليب الأخرى تم استهلاكها ولا نقول هنا انها لم تأت بنتيجة وإنما تبقى نتائجها محدودة وإلا لن نتقدم خطوة واحدة نحو تحقيق أهدافنا